هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الغلام الذي قهر الحجاج

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ولد العز
عضو فضي
عضو فضي
ولد العز


ذكر عدد الرسائل : 449
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

الغلام الذي قهر الحجاج Empty
مُساهمةموضوع: الغلام الذي قهر الحجاج   الغلام الذي قهر الحجاج Icon_minitimeالسبت يوليو 14, 2007 7:30 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذه القصة حدثت أيام بطر وولاية الحجاج بن يوسف الثقفي أترك لكم القصة الرائعة ومنها أرجو الإستفاده


خرج الحجاج ذات يوم في الصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب

فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟

فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إليّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار و كلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار

فقال له الحجاج : أما عرفتي ؟

فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام

فقال الحجاج : ويللك أنا الحجاج بن يوسف

فقال الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك و أقل إكرامك

فما أتم كلامه إلا والجيوش حلقت عليه من كل الجانب وكل واحد يقول : السلام عليك يا أمير المؤمنين

فقال الحجاج : احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام

فأخذوا الغلام ورجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس من حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ورأى الوزراء وأهل الدولة لم يخشى منهم
بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عاليا
ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان

فقال الغلام : أتبنون في كل ريع آيه تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين ،
فاستوى الحجاج جالسا وكان متكئًا

فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللا ئق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟

فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذالك التعب في الطريق وطلوع الدرج ، أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علي بن أبي طالب وأصحابه

فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك

فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لن يضرني في كلام قليل ولا كثير

فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك ياخبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلام مثلك يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق و الشام

فقال الغلام : أما سمعت قوله تعالى " كل نفس تجادل نفسها "

فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك ايها الغلام ؟

قال : عنيت به علي بن ابي طالب وصحابه وانت ياحجاج علي من تسلم ؟

فقال الحجاج : علي عبدالملك بن مروان 0

فقال الغلام: عبدالملك الفاجر عليه لعنت الله والملائكه والناس اجمعين .

فقال الحجاج : لما ذلك يا غلام ؟
فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسبها خلق كثير
فقال بعض الجلساء : اقتله يا أمير المؤمنين فقد خاف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبد الملك بن مروان

فقال الغلام : أصلح جلسائك فأنهم جاهلون

فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت

ثم سأله الحجاج :هل تعرف أخي ؟

فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه

فقال الحجاج : اضربوا عنقه

فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك

فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه

فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب

فقال الرقاشي : أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ، ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له : افعل ماتريد يا أمير المؤنين

فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟

قال الغلام : أنا من أهل خرسان

فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان

فقال لانهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل وغنيهم بخيل

فقال الغلام : لست منهم

فقال الحجاج : من أين أنت ؟

فقال الغلام من مدينة الشام

قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان

قال الغلام: لست منهم

فقال الحجاج : فمن أين إذن ؟

قال الغلام : من اليمن

فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور

قال الغلام ولمَ ذلك ؟

قال الحجاج : لان صوتهم مليح وعاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر

قال الغلام : لست منهم

فقال الحجاج : فمن أين إذن ؟

قال الغلام : أنا من أهل مكة

فقال الغلام : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل

قال الغلام ولمَ ذلك ؟

قال الحجاج : لانهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطرده وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرمه

فقال الغلام : لست منهم

فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك عليّ وقلبي يحدثني بقتلك

فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم ياحجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان ، فمن أي قبيلة أنت ؟

فقال الغلام : من ثلى بني غالب سلالة علي بن أبي طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا ونسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة ، فاغتاظ الحجاج غيظا شديدا وأمر بقتله

فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير

فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو يناد منادي من السماء

فقال الغلام : ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء

فقال الحجاج : ومن يحول بيبني وبين قتلك

فقال الغلام : يحول بيبنك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه

فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك

فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتل شيطانك وأعوذ بالله منك ومنه

فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه ؟

فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج

فقال الحجاج : أنا أتقرب إلى الله بدمك لانك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين

فقال الغلام : من غير خوف ولاجزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن كان أجلي بيدك
فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك

فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أولاد الرسول وتكره اموت ؟

قال الغلام : قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "

قال الحجاج : ابن من أنت ؟

قال الغلام : أنا ابن أبي وأمي

فسأله الحجاج : من أين جئت ؟

قال الغلام : على رحب الأرض

فقال الحجاج : أخبرني من أكرم لعرب ؟

فأجاب الغلام : بنو طي .

فسأله الحجاج : ولما ذلك ؟

فقال الغلام : لأن حاتم الأصم منهم

فقا الحجاج : فمن أشرف العرب ؟

قال الغلام : بنو مضر

فقال الحجاج : ولما ذلك ؟

فقال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم

فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟

فقال الغلام : بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم

فقال الحجاج : فمن أنجس العرب وأبخلهم وأقلها خيراً ؟

فقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود و كذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً

وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟

فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان

فصاح الحجاج به قائلاً : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق ؟

فقال الغلام : وهل للإبل قرون ؟

فقال الحجاج : هل حفظت القرآن ؟

فقال الغلام : هل القرآن هارب مني حتى أحفظه ؟

فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟
فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟

فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي ؟

فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه

فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم ؟ وآية أحكم ؟ وآية أعدل ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات ؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء ؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها الله تعالى لنفسه ؟ وآية فيها قول الملائكة ؟ وآية فيها قول أهل الجنة ؟ وآية فيها قول أهل النار ؟ وآية فيها قول إبليس ؟ ؟ ؟

فقال الغلام : أما أعظم آية فهي آية الكرسي و أحكم آية إن الله يأمر بالعدل وإلاحسان و أعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقالذرة شراً يره
وأخوف آية أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم
وأرجى آية قل يا عبادي اللذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً
وآية فيها عشر آيات بينات هي أن الله خلق السموات والأرض واختلاف الليل و النهار لآيات لأولى الألباب
وأما اآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب وهم إخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء فصدقوا ودخلوا النار
والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
وآية فيها قول الأنبياء وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون
و آية فيها قول الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك إنت العليم الحكيم
وآية فيها قول أهل الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور
وآية فيها قول أهل النار ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون
وآية فيها قول إبليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك بالهواء ؟

فقال الغلام : الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام و الذي حفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود

فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق بالخشب ؟ والذي حُفظ من الخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟

فقاغل الغلام : الذي خلق بالخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه السلام و الذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام و الذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام

فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق بالماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن و من هلك من الماء ؟

فقال الغلام : الذي خلق من الماء أبونا آدم عليه السلام والذي نجا من الماء موسى عليه السلام والذي هلك بالماء فرعون

فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من نار ؟ ومن حٌفظ من النار ؟

فقال الغلام : الذي خلق من النار إبليس والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام

فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟

فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى . . . وكلها تجري من محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بني آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب

فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ويتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟

فقال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط

فقال الحجاج : فما أول قطرة دم ؟

فقال الغلام : هي حيض حواء

فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟ والحياء ؟ و السخاء ؟ و الشجاعة ؟ والكرم ؟ والشهوة ؟

فقال الغلام : إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء
و الإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا و الحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال و السخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء و الشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم و الشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال

فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟

فقال الغلام : صيام رمضان

فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟

فقال الغلام : الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً

فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟

فقال الغلام : الآخرة

ثم قال الحجاج : سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده مارأيت صبيا أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام

فقال الغلام : أنا أهل لذلك

فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟

فقال الغلام الذي سعفو ويصفح ويعدل بين الناس

فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟

فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطّلع بعد على أحوالهن ورغباتهم ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن ؛؛ فبنت العشر سنين من الحور العين ؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين
وبنت الثلاثين جنة نعم ؛؛ وبنت الأربعين شحم ولين ؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين ؛؛ وبنت الستين مابها فائدة لسائلين ؛؛ وبنت البعين عجوز في الغابرين ؛؛ وبنت التسعين شيطان رجيم ؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم

فصحك الحجاج وقال : أي الناس أحسن ؟

فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يهتز نهدها ويرتاح ردفها

فقال له الحجاج : أخبرني عن أول من نطق في الشعر ؟

فقال الغلام : آدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل ، أنشدها آدم يقول :
بكت عيني وحق لها البكاها* ودمع العين منهمل يسيح
فما لي لا أجود بسكب دمع *** وهابيل تضمنه الضريح
رمى قابيل هابيلا أخاه *** وألحد الثرى الوجه الصبيح
تغيرت البلاد ومن عليها *** فوجه الأرض مغبر كشيح
تبدل كل ذي طعم ولون ** لفقدك يا صبيح يا مليح
أيا هابيل إن تقتل فإني *** عليك الدهر مكتئب قريح
فأنت حياة من في الأرض جميعا**وقد فقدوك ياروح وريح
وأنت رجيح قدر يا فصيح *** سليم بل سميح بل صبيح
ولست ميت بل أنت حي *** وقابيل الشقي هو الطريح
عليه السخط من رب البريا *** وأنت عليك تسليم صريح

فأجابه إبليس يقول :
تنوح على البلاد ومن عليها *** وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في نعيم *** من المولى وقلبك مستريح
وخدعتك في دهائي مكري *** إلى أن فاتك العيش الشريح

فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم

فقال الغلام هو بيت حاتم الطائي
حيث يقول :
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني *** قبل العيال على عسر وإيسار

فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرمك ثم أمر له بألف دينا و
كسوه حسنه وجارية وسيف وفرس

وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما أقدمها له

ثم قال الحجاج : خذ ماتريد يا غلام فغمزته الجارية

وقالت خذني أنا خير من الجميع ، فضحك الغلام وقال : ليس لي بك حاجة وأنشد يقول :
وقرقعت اللجان برأس حمرا *** أحب إليّ مما تغمرني
أخاف إذا وقعت على فراشي *** وطالت علتي لا تصحبيني
أخاف إذا وقعنا في مضيق ** وجا الدهر بي لا تنصريني
أخاف إذا فقدت المال عندي ***تميلي للخصام وتهجرني

فأجابته الجارية تقول :
معاذ الله أفعل ماتقول *** ولو قطعت شمالي مع يميني
وأكتم سر زوجي في ضميري *** وأقنع باليسر وما يجيني
إذا عاشرتني وعرفت طبعي *** ستعلم أني خير القرين

فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر

فقال الغلام : إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما كنت ابن حلال فتعطيني الجميع

فقال الحجاج : خذهم لابارك الله لك فيهم

فقال الغلام : قبلته لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى

ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟

فأجابه الحجاج :أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام
فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تتدله على باب النقمة والعذاب ؟

فقال الحجاج :إنه استشارني والمستشار مؤتمن

وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالما غانما بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن اطلاعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راعية البرقع_1
عضو فضي
عضو فضي
راعية البرقع_1


انثى عدد الرسائل : 431
تاريخ التسجيل : 24/06/2007

الغلام الذي قهر الحجاج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغلام الذي قهر الحجاج   الغلام الذي قهر الحجاج Icon_minitimeالخميس يوليو 26, 2007 3:21 am

[color=blue]مشكـــــور يا اخووي عل القصه

يعطيك العافيه

[color:6d41=blue:6d41]نتريا يديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغلام الذي قهر الحجاج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدعاء الذي هز السماء
» نصائح تكسب المرء الاحترام الذي يستحقه
» لماذا عندما يتثائب الشخص يتثائب الشخص الذي بجانبه ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: .: منتدى الهوايات والترفيه و الألعاب :. :: Cars الروايات و القصص-
انتقل الى: